بدون أدنى شك ستكون نتائج استفتاء الإبقاء على عقوبة الإعدام أو إلغائها في الولايات المتحدة جد مفاجئة، ستجد أغلبية الآراء تصب في اقتراح الإبقاء عليها ومحاولة توسيع دائرة الجرائم التي يعاقب عليها بالاعدام كالسرقة المسلحة وبيع المخدرات.
اقرا ايضاكن متسامحا تكن أجمل
اقرا ايضاكن متسامحا تكن أجمل
لكن ما سأقوله هنا قد يزيل عن ذهنك ضبابية المفاجئة وتنجلي أمامك حقيقة ما يعيشه المجتمع الأمريكي الذي تطورت فيه الجريمة تبعا لتطور اقتصادي واجتماعي وثقافي إلى حدود أصبح معه حمل السلاح داخل المنزل أو السيارة شيئا ضروريا للدفاع عن النفس في حالة التعرض للسرقة أو محاولة الاغتصاب أو القتل لأتفه الأسباب في أحد شوارع تكساس مثلا.
وإلقاءً للضوء على الحادث الذي راح ضحيته الرجل الأمريكي من أصل إفريقي (جورج فلويد) والذي ذهبت آراء أغلبية الناس الذين شاهدوا الفيديو إلى ربط الحادث بأسباب عنصرية محضة اتجاه ذوي البشرة السوداء، هذا الربط الذي جاء بشكل سريع تبعته احتجاجات وأعمال شغب مبالغ فيها، شارك فيها البيض والسود على حد سواء، حتى دون انتظار نتائج التحقيق الأولية التي كان من الممكن أن تظهر أسبابا أخرى وراء هذا الحادث.
فالشرطي الذي ظهر متبثا ركبته على رقبة الضحية هو أيضا فرد من المجتمع الذي ينتمي، مجتمع حاقد على الجريمة والمجرمين ويدعو في أغلبيته إلى إعدام الجريمة عبر إعدام المجرمين، فرد مسلح وله سلطة المعاقبة الفورية إذا ما تعرض لخطر أثناء عمله المحفوف بالمخاطر وأحيانا بالانتقام، هذا السبب قد يكون كافيا عند بعض رجال الشرطة الذين يبحثون عن أدنى فرصة لتصفية المجرمين كيفما كان جرمه لأنهم لا يعترفون إلا بالإعدام كعقوبة للقضاء على الجريمة وهذا الأمر تكرر في العديد من المسلسلات والأفلام الأمريكية التي سبق وشاهدناها.
تعليقات
إرسال تعليق